أي بني
هل تعرف ثمرات الصدق؟
إقطف بعضها من ثنايا القصة التالية:
كان فيمن سبق شاب يريد الحج، وله أم عجوز هو بارّ بها، فإستأذنها في الحج، فأذنت له، وزودته بعشرين ديناراً خاطها داخل جبّته، وإشترطت عليه أن يلزم الصدق في جميع أحواله، وقالت له: يا ولدي بايعني على الصدق فبايعها عليه.
خرج الشاب متوكلاً على الله يقطع البراري والقفار، فخرج عليه اللصوص..
قال له أحدهم: إلى أين تذهب؟.
قال: إلى الحج.
قال: ما معك من المال؟.
قال: معي عشرون ديناراً.
ضحك منه اللص وظنه مجنوناً، لأن العاقل لا يقر للصوص بما معه من المال.
لقيه لص آخر فسأله كالأول، فأجابه بما أجاب به الأول.
قال اللص: وأين هذه الدنانير؟!.
قال: هي في جبتي مخيط عليها من الداخل.
فأخذه إلى رئيس اللصوص في الجبل، فسأله أيضاً، فلم يكذب عليه، ولم يخْفِ عنه شيئاً، ففتقوا الجبة، ووجدوا الدنانير بعدّتها كما قال الشاب.
قال رئيس اللصوص: يا هذا، ما الذي حملك على الصدق؟.
قال الشاب: إني بايعت أمي على الصدق، فلن أخون عهد أمي.
فبكي الجميع وقال الرئيس: هذا لا يخون عهد أمه، وأنا أخون عهد ربي، وأخيف الناس، وأسلب أموالهم!! أشهدكم أني تائب إلى ربي، فتابوا كلهم.
وهكذا ببركة الصدق نجا الشاب، وتاب الجميع
=== تستفيد من القصة:
¤ الصدق سبيل النجاة، فمن أراد النجاة فعليه أن يصدق مع ربه، ومع نفسه، ومع من حوله.
¤ كن باراً بأمك وتأدب معها، وأطع ما أمرتك به، ولا تفعل شيئاً حتى تستأذنها فتأذن لك وهي راضية عنك.
¤ عهد الله أحق وأولى بأن يوفى به، وكذلك عهود الناس يجب أن تفي بها.
¤ سلوكك القويم دعوة لغيرك للتوبة وإتباع الهدى.
¤ ليست الدعوة بالكلام فقط، بل أنت دين يمشي على الأرض، فتأدب بما علمك الله تكن صالحاً في نفسك وداعياً لغيرك.
¤ قل الحق ولو كان فيه هلاكك، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
¤ ما خاب من توكل على الله تعالى.
المصدر: موقع الربانية.